مروحة فنية لهويات مشرقية في معرض "زمان"
غاليري "زمان" في بيروت يستذكر 8 فنانين عبروا عنده في فترات متفاوتة، وذلك بعرض لوحة من أعمال كل فنان التي توزعت بين الانطباعي والكلاسيكي والتجريد.
استنفر غاليري "زمان" البيروتي أرشيفه، مستذكراً 8 فنانين عبروا عنده في فترات متفاوتة، انضمت أعمالهم إلى أعمال الفنانة فدوى حمدان التي ما انفكت عارضة أعمالها اللافتة لونياً، ومضموناً عاطفياً، مما جعل الإقبال عليها خارج المألوف.
تحوّل الغاليري إلى حديقة متنوّعة من الأعمال التشكيلية المتنوّعة، فكان الانطباعي، والكلاسيكي، والتجريد، وأصناف تدعو للمتعة الفنية حيث يمكن المشاهد أن يستشف مروحة واسعة من اهتمامه بين لوحة وأخرى.
جمع الفنانون هويات مشرقية لبنانية وسورية وعراقية، طالما اهتم الغاليري بالجانب العراقي من الفنون، وأطلق مبادرة الباليت العراقية على عدة دورات، لتتبعها مبادرات أخرى من الصنف عينه لكن من هويات جامعة.
وتمثل كل من الفنانين بلوحة من معرض إفرادي سابق أقيم له في الغاليري، تعبر لوحته عن أسلوب معرضه، فكان المعرض الحالي خلاصة المعارض، واختزالاً لتنوعها الواسع.
علاوة على الفنانة فدوى حمدان، تمثّل العراقي رياض نعمة (1968) بلوحة بعنوان "على طائرة ورقية"، تختزل صورة بلده وجراحها النازفة، وعذاباته، والمعروف عن نعمة اهتمامه وتركيزه البديهي على الفن الرافدي بما يكتنزه من حروفيات مسمارية، وزخارف بنيانية تطعن في تاريخ ما بين النهرين. نسيج لوحته معقّد، مع سطوع لوني واضح.
ثم السوري فاروق محمد (1977) الذي تمثّل بلوحة بعنوان "صخب السكون"، أحاسيسها جليّة تعبر عن حالة وجدانية في أجواء طفولية، وتفاعلات تعارضية من الطبيعة التي تشكل مصدر إلهامه في أشكال وألوان متناغمة، وإيحاءات بعوالم أخرى، وغموض رؤيا مشوب بأجواء شاعرية. تمثل اللوحة نزعته التجريدية القائمة على سيطرة التسطيح بإلغاء البعد الثالث.
وكذلك اللبنانية ليلى مسلم التي تمثلت بلوحتين "جذور"، تعبيرية عن التجذر في الأرض، و"من جدة إلى بيروت مع حبي"، واقعية تعبيرية عن السعودية، في مناخات اجتماعية ورؤى بعيدة.
ثم حازم عقيل، الذي تمثل بلوحة "أحلام شرقية"، ويطغى على عمله التجريد الأسطوري، ألوانه متناقضة بين الفاتح والغامق، بصخب وتداخل كأنها تربط بين الأرضي والكوني.
ثم العراقي علي عباس (1964)، الذي تمثّل بلوحة "مازلت"، لوحة رمزية أقرب من البدائية، يلعب فيها الطوطم دوراً مركزياً، فيحوّل كل حركة أو إشارة إلى معانٍ روحانية، تنتمي لعقائديات متعددة.
وكذلك اللبناني شربل صادر (1978)، وتمثل بلوحة "أغانٍ لونية"، اهتم بإشكالية الإيجاز في الخطوط وعبر عنها في معارضه، التي تتسم بالخطوط المتقاطعة، والأشكال الهندسية التعبيرية، حديثة الطابع، ألوانه هادئة متناسقة، تعكس واقع بلده وقرميده، وفاكهته، وأزاهيره، وأناسه، في محاولة اختزل فيها واقعاً لبنانياً واسعاً.
ثم السوري عماد الدين محمد (1971) وتمثل بلوحة بعنوان "حدائق الروح"، وفيها تعبير عن صدق مشاعر ترصد عفوية الواقع، وميلاً فطرياً للطبيعة، ويعبر عنها بأسلوب تعبيري حديث، وبساطة أناقة، وألوان وخطوط حادة.
وأخيراً السوري أحمد قليج الذي تمثل بلوحة بعنوان "ريح ورماد" حيث مساحة تعبيرية وسرد لوني مليء بالخطوط الحادة، مع بعض ملامح في الوجوه فيها شكوى، وخوف من المجهول، مع تركيز على الفكرة وتفاصيل دقيقة، ولا يمكن الإفلات فيها من مؤثرات معاناة بلده وجراحه.